كفايات 3 الوحدة الثانية
محتويات الوحدة
مصادر التلوث كثيرة , دخلت على الإنسان من مختلف أقطار حياته , حتى ليكاد يعجز عن درء أخطارها التي تغلغلت في مجال مع تيار المدنية بخيره وشره , فالأقذار والقمامات تلقي بها يد الإنسان على الأرض هنا وهناك , والمصانع تجمع نفاياتها حولها أو على مقربة منها , وتطرح ما تخلف من أحماض وكيماويات وزيوت في مياه الأنهار والبحار , فتكدرها وتذهب بصفوفها .
والمبيدات الحشرية تلوث الزرع والثمار وتجعلها سموماً ضارة , كثيراً ما تقضي – إلى جانب الحشرات – على الطير والسمك والحيوان , وتخلف أمراضاً كثيرة تمتد إلى لحوم الماشية وأكباده وألبانها .
الإشعاع الذي ينبعث من التجارب الذرية والنووية والنظائر المشعة له خطرة على الصحة والحياة , وقد يمتد هذا الأثر سنين طوالاً , وليس أدل على ذلك مما خلفته القنبلتان الذريتان اللتان ألقيتا على هيروشيما وتجازا كي في الحروب العالمية الثانية .
هكذا امتدت يد التلوث الرهيبة إلى حياة الإنسان , فتركت آثارها عليها كآبة وخطراً طعام ملوث , يحمل السم إلى الجسم , وماء يغص به شاربه ولا يستسيغه , وهواء مشبع بالجراثيم مفعم بالروائح الكريهة , وضجيج هادر في المصانع والآلات تفتقد الأذن في صخبه الهدوء , فيعوزها ولا
وإن لم تواجه هذه المشكلة بما هي جديرة به في الفكر والعمل , ومن الإعلام والتخطيط والتجريب , ومن معاونة الدول المتقدمة للدول النامية , فستزداد أخطارها ويزداد العجز عن وضع الحلول الحاسمة لها .
مواد متعلقة :
